كيف أتعامل مع ثرثـرة الأطفـال ؟
كيف أتعامل مع ثرثـرة الأطفـال ؟
تجد الكثير من الأمهات صعوبة في تحمل ثرثرة أطفالهن، واستمرارهم في الحديث دون انقطاع ومدة طويلة، ما يجعلهن يلجأن، في الكثير من الأحيان، إلى العنف، لحثهم على السكوت والتزام الصمت.
ومن أسباب الثرثرة عند الأطفال، حسب ما يؤكده الاختصاصيون، الشعور بالملل، إذ في الوقت الذي يشعر فيه الطفل بالملل، يلجأ إلى كثرة الكلام، في إطار محاولة التصدي له. كما أن عدم شعوره بالأمان، يمكن أن يكون من أسباب الثرثرة لدى الطفل، إذ يجد ذلك وسيلة للتخلص من قلقه، سيما أن الصمت يجعله يفكر في مخاوفه التي لا يستطيع مواجهتها.
وغالبا ما يرفض الطفل التوقف عن الكلام، إذا كان يحاول جذب الانتباه إليه، إذ في الوقت الذي يشعر فيه الطفل بعدم الاهتمام من الوالدين، يلجأ إلى الثرثرة والتحدث دون توقف حتى يجذب الانتباه.
ويرى الاختصاصيون أنه إذا كان الطفل يعاني مشكلا في السلوك، يلجأ إلى الثرثرة، علما أنه في بعض الحالات، وفي الوقت الذي يشعر فيه الطفل بضعف في شخصيته أو بالإحباط، ما قد يفقد الطفل الثقة في نفسه، يضطر إلى اللجوء إلى الثرثرة، من أجل ذلك، يشدد الاختصاصيون على ضرورة تشجيع الطفل على سلوكه ومدحه حتى لا تتحول كثرة الكلام إلى عادة.
ولأن الطفل يكتسب كل يوم مهارات أكثر من اليوم الذي يسبقه، قد يسعى إلى استعراض ما تعلمه من ألفاظ ومهارات جديدة، من خلال الثرثرة التي لا تنتهي.
وبالنسبة إلى طريقة التعامل مع الطفل الثرثار، ينصح الاختصاصيون بالحرص على الاستماع إليه وتحفيزه على طرح الأسئلة والاستماع إلى إجابتها، وبذلك يعتاد على الاستماع للآخرين والإصغاء إليهم.
ولأنه غالبا ما تكون لدى الطفل كثير الحركة، مخيلة واسعة، ومن المهم استغلال ذلك، بقراءة القصص له، ما ينعكس إيجابيا على سلوكه على المدى البعيد ويساعد على تخفيف ثرثرته.
ومن المهم أن يستفيد الطفل الثرثار من القسط الكافي من النوم، سيما أن قلة النوم من الأسباب الأساسية لعدم التركيز وعدم الفهم أثناء الدراسة، لذا قد تكون الثرثرة نتيجة عدم فهمه لما يتلقاه، لشعوره بالإرهاق طيلة اليوم وعدم حصوله على قسط كاف من النوم.
كما ينصح الآباء والأمهات، بتشجيع الطفل على تكوين صداقات جديدة، ما يساعد على التقليل من أي عادات سيئة بشكل عام وليس فقط الثرثرة وكثرة الكلام، إلى جانب تعليمه كيفية التحكم في نفسه وأن يعتاد على الإصغاء أكثر من الكلام حتى يتعلم الحد من الثرثرة، فيمكنكم لعب لعبة منع الكلام لمدة ساعة على سبيل المثال، ويكون الرابح من يتخطى هذا الوقت دون أن يتكلم.
نصائح:
شغب
توجد العديد من الوسائل والطرق التي تساعد على التعامل مع الطفل المشاغب، ومنها. التعامل الهادئ معه، سيما أن تصرف بعض الآباء يكون خاطئا من خلال ضربه والوصول أحيانا إلى إيذائه، ولكنهم يجهلون أن ذلك يؤدي إلى تعزيز السلوك المرفوض عنده. ولهذا يجب التعامل معه بهدوء، واستيعابه، وردعه بطريقة تربوية سليمة حتى لا يكرر ما قام به من جديد. وينصح كذلك بشرح الخطأ له، فأغلب الأطفال في الأعمار الصغيرة يمتازون بأنهم قادرون على الإنصات أثناء التحدث معهم، وعندما يشرح لهم أن تصرفهم غير جيد يساعد ذلك على إقناعهم بعدم القيام به.
مشاركة
تلعب أهمية مشاركة الطفل في الحياة العامة دورا كبيرا في بناء شخصيته السوية، إذ تتم تنمية كافة اتجاهاته الإيجابية في الحياة، وإكسابه بعض الصفات المهمة في الشخصية وتعزيزها، مثل الجرأة، والمبادرة، وتحمل المسؤولية، والثقة بالذات. ويساعد ذلك في على دمجه في الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه والاستغلال والاستثمار الإيجابي لطاقاته المتعددة، فالطفل مليء بالطاقات الإبداعية التي تحتاج إلى التشجيع، إلى جانب التوجيه الحسن لسلوكه، وإعطائه القدرة على تعديله ذاتيا باستمرار وإكسابه صفات قيادية، وتشجيعه على تنمية مهاراته وتطويرها باستمرار.
القراءة
تعد القراءة واحدة من أفضل طرق اكتساب المعرفة والثقافة، إذ يمكن القيام بشراء مجموعة من الكتب والقصص وتقديمها هدية للطفل، هذا الأمر سيجعله يقضي وقتا طويلا في الاطلاع عليها. وتوجد كتب مناسبة لجميع الأعمار وجميع الاهتمامات، ويشير الكثيرون إلى أن وجود الأطفال بين الكتب منذ طفولتهم يجعلهم يصبحون متعطشين للقراءة باستمرار.
